حول معركة تحرير حلب قال رئيس مركز الدراسات السياسيّة والإجتماعيّة في الجامعة اللبنانيّة طلال عتريسي "طبعا لم يكن من المتوقع تحرير حلب وأعتبر أنه سيكون لهذه المعركة دور في المفاوضات السياسية" .
وأضاف أنّ الإعلام الغربي والعربي جعل منها فاجعة انسانيّة واسلاميّة. الصّحف الغربيّة تتحدّث عن سقوط حلب وعن المجازر ضد المدنيين، وعن أن بوتين أصبح أقوى شخصيّة عالميّة لكي يحولوا تحرير حلب الى كارثة انسانية وليس للقضاء على اﻻرهاب. هذا التحريض كان خلف هذا العمل اﻻرهابي المتمثّل باغتيال السّفير الرّوسيّ في أنقرة كانتقام لما جرى في حلب. وأضاف أنّ "سقوط حلب يعني خسارة كبيرة للذين راهنوا على الجماعات المسلحة في أميركا وأوروبا والسّعوديّة".
وحول الدّور الإعلام التّركي الدّاعم لمخططات التخريب منذ بدء الأزمة السّوريّة شدّد عتريسي على أنّه من خلال مراقبة التصريحات التركية اتجاه تحرير حلب فليس فيها اي انتقاد لعمليّة التّحرير وأضاف: "أعتقد أنّه نعم يبدو ان تركيا قد لعبت دورها في حلب من خلال عدم التدخل الى جانب المسلحين ويبدو أنّه هذا هو الإتفاق الذي حصل قبل أشهر، هذا ما تبين مما جرى ،ولكن بدون ضجيج" .
وفي معرض ردّه عن تأثير اغتيال السّفير الرّوسي في أنقرة إعتبر عتريس أنّ اغتيال السفير لن يغير في المعادﻻت ،وأنّ اردوغان لن يقبل بهذا العمل،فهو قد اعتبر أنّ الجريمة هي لتخريب العلاقات مع روسيا.
وأضاف:"الجريمة لها علاقة بحلب مباشرة.فتركيا على الرّغم من أنّها لعبت دور اعلامي سيء في سوريا، لكن جريمة اغتيال السّفير تتعلق بعمليّة تحرير حلب
فروسيا قد وافقت على دخول تركيا الى سوريا لضرب اﻻكراد بالمقابل التزم الأتراك بالتعاون في قضية حلب. يمكننا القول إنّ تركيا ربحت عدم تحقق دولة كردية فقط.اما غير ذلك فلم تربح شيئا ملموسا. وهذا هو مضمون التفاهم مع الروس: ﻻ دولة كردية مقابل التعاون في حلب .وربما في كل الملف السوري.
بالنسبة الى تصويت مجلس اﻷمن على القرار رقم 2328 حول نشر مراقبين دوليين في حلب فربّما أراد الروس امتصاص النقمة الدولية على الرّغم من أنّ روسيا قد قالت أنّها ستضع فيتو عليه.
وحول إمكانيّة عرض الجرائم الإعلاميّة الّتي تدعم الإرهاب على المحكمة الدوليّة إعتبر عتريسي أنّ المحكمة الدّوليّة تُدار من قبل الغرب،فلن يكون الأمر سهلًا ﻷن كل الغرب متورط في الجرائم الإعلامية.
وحول مستقبل الأزمة في سوريا قال رئيس مركز الدراسات السياسيّة والإجتماعيّة في الجامعة اللبنانيّة " المعارك لن تنتهي في سوريا وستنتقل الى أمكنة اخرى ولكن اذا كان ترامب صادق في علاقته مع بوتين وفي الحرب ضد داعش فهذا سيؤثر كثيرا على التقدم الميداني وعلى الحلول السياسية".
وشدّد على أنّه إذا بقي ترامب على موقفه اﻻيجابي من بوتين وبعد تحرير حلب سيصبح الحل السياسي ممكن اكثر و بمشاركة تركيا. /انتهى/
أجرت الحوار: سمية خمار باقي
تعليقك